تكنولوجيا الصف الثامن

الية عمل الروبوتات

خلق الإنسان من خمس مكونات رئيسية هي:
الهيكل الجسدي
النظام العضلي لتحريك الهيكل
النظام الحسي المتلقي للمعلومات عن الجسد وما يحيط به
مصدر طاقة لتنشيط العضلات والأنظمة الحسية
النظام العقلي المشغل للعضلات عن طريق جمع المعلومات من الأنظمة الحسية
صنع الروبوت من مكونات تشبه المكونات التي صنع منها الإنسان، فله هيكل جسدي متحرك، محرك، نظام استشعاري، مصدر للطاقة، ونظام حاسوبي “عقل” يتحكم في كل هذه المكونات، لكن الروبوتات في الأساس هي من صنع الإنسان، آلات تقوم بعمل ما يقوم به الإنسان والحيوان أيضًا.
 أنا لا أستطيع أن أضع تعريفًا للروبوت، لكن أعرفه بمجرد رؤيته ” يقول (جوزيف إنجلبيرجر)، أحد رواد صناعة الروبوتات.
و يستخدم صانعو الروبوتات تعريفًا دقيقًا وشاملًا لكل الأمثلة الممكنة في عالم الروبوتات، وهو أن الروبوت هو كل شيء له عقل مُبرمج يحرك جسمًا.
بهذا التعريف يمكن لنا أن نميز الروبوت عن باقي الآلات المتحركة مثل السيارات، وذلك لأنها لا تمتلك نظامًا حاسوبيًا مثل الروبوت، هناك بعض السيارات الجديدة بها نظام حاسوبي معين ولكنه لعمل ضوابط معينة بها، ويظل التحكم المباشر بها من قبل الإنسان عن طريق أجهزة ميكانيكة مختلفة، وتختلف الروبوتات عن الحاسب الآلي نفسه في طبيعتها الجسمانية، فليس للحاسب الآلي جسد ليحركه.

أساسيات الروبوت

الغالبية العظمى من الروبوتات لها خصائص مشتركة، قبل كل شيء، تقريبًا كل الروبوتات لها جسد متحرك، والبعض له عجل يحركه محرك، وبعضها له العشرات من القطاعات المتحركة، عادةً تصنع من المعدن أو البلاستيك، ومثل العظام في جسدك، تتصل هذه القطاعات ببعضها البعض عن طريق وصلات.
تدور عجلات الروبوت وتتحرك القطاعات الملحقة به عن طريق نوع معين من المحركات، بعض الروبوتات تستخدم محركًا كهربيًا أومحركًا كهرومغناطيسيًا، بالإضافة إلى ذلك هناك بعض الروبوتات تستخدم أنظمة هيدروليكية أو أنظمة ضغط هوائية.
تحتاج الروبوتات مصدر طاقة لتشغيل المحركات، والروبوتات التي بها أنظمة هيدروليكية تحتاج لمضخة لضخ السائل الهيدروليكي، وكذلك روبوتات الضغط الهوائي تحتاج إلى مكبس هوائي أو خزانات للهواء المضغوط. مصدر الطاقة هو دائرة كهربائية تمد المحركات بالطاقة اللازمة، وكذلك تحرك النظام الهيدروليكي عن طريق تحريك الصمامات الكهربائية، وتقوم هذه الصمامات بحساب مسار السائل المضغوط خلال الآلة، على سبيل المثال: لتحريك رجل تعمل بنظام هيدروليكي، يفتح المتحكم الصمامات المؤدية لتحرك السائل من مضخة السائل إلى المكبس الملحق بالرجل، وبالتالي يعمل السائل المندفع على تمدد المكبس وتحرك الرجل للأمام، وعادةً لتحريك قطاعين في اتجاهين مختلفين، يستخدم الروبوت مكابس يمكنها أن تتحرك في اتجاهين معًا.
يعمل الحاسوب التحكمي للروبوت على التحكم في كل شيء ملحق بالدائرة الكهربية المشغلة للروبوت، ولتحريك الروبوت يقوم الحاسوب بتشغيل المحركات والصمامات الضرورية لذلك، ومعظم الروبوتات قابلة للبرمجة مرة أخرى بما يضمن إمكانية إجراء تعديل عليها لتغيير أو تعديل مهام الروبوت، فقط كل ما عليك هو كتابة برنامج جديد على الحاسوب الخاص بها.
ليست كل الروبوتات تحاكي الإنسان أو الحيوان بصورة تشبه الكمال، فيوجد روبوتات ليس لديها نظام استشعار، والقليل منها يستطيع أن يرى أو يسمع أو يشم، لكن الشيء المشترك بشكل أساسي هو الحركة، القدرة على الحركة وضبطها.
بعض التصميمات تستخدم عجلات مشققة مثبتة في وصلة من الروبوت، ويوجد مصباح “ليد” على جانب معين من العجلة يشع حزمة ضوئية تسير من خلال شقوق العجلة ليستقبلها مستشعر ضوئي على الجانب الآخر من العجلة، عندما يُحرك الروبوت الوصلة المتصلة بها العجلة وتدور، تقطع الأشعة الضوئية  شقوق العجلة، فيقرأ المستشعر الومضات الضوئية المختلفة ويرسل بها بيانات إلى الحاسوب، ويمكن حينها للحاسوب أن يخبرنا بالمسافة التي قطعها الروبوت.
مما سبق نعلم أن للروبوت مكونات كثيرة جدًا يمكنها أن تجتمع بطرق غير محدودة لتكوين روبوتات بالغة التعقيد وفيما يلى سنتطرق إلى بعض التصاميم المختلفة.

الروبوت الذراعي

هو الروبوت الصناعي، أكثر أنواع الروبوتات استخدامًا في الصناعة، الروبوت النموذجي منه مصنوع من سبع قطاعات معدنية متصلة ببعضها بست وصلات، يتحكم الحاسوب بالروبوت عن طريق محركات الخطوة step motors متصلة بكل وصلة من الوصلات الست (بعض الأذرع الضخمة تستخدم نظامًا هيدروليكيًا أو نظام الضغط الهوائي)، وهذا المحرك يسمح للحاسوب بتحريك الذراع بدقة عالية  مكررًا نفس الحركة مرارًا وتكرارًا، بالإضافة لذلك يستخدم الروبوت مستشعر حركة ليضمن أنه يتحرك بشكل صحيح.
الروبوت الصناعي بوصلاته الست يشابه كثيرًا ذراع الإنسان من كتف ومرفق ومعصم، عادةً يثبت الكتف على قاعدة ثابتة بدلًا من جسد متحرك، ولهذا الروبوت ست درجات من الحركات الحرة، وهذا يعني أنه يمكنه الدوران على ست محاور مختلفة، في المقابل ذراع الإنسان له سبع درجات من الحركة الحرة.
وظيفة ذراعك هي تحريك يدك من مكان لآخر، وهذا نفسه هو وظيفة الروبوت الذراعي وهي تحريك المُستجيب (مصطلح في علوم الأحياء ويعني العضلة أو العضو المُستجيب لمؤثر ما وخاصة النبضة العصبية)، ويمكن إلحاق أي نوع من المُستجيبات بالذراع لتناسب التطبيق الذي تريد، والمُستجيب الشائع للروبوت الذراعي هو النسخة المبسطة من يد الإنسان والتي يمكنها أن تمسك وتحمل الأشياء المختلفة، وعادةً هذه اليد لها مستشعر ضغط يخبر الحاسوب بمدى ملائمة ما يقبضه الروبوت، وهذا يمنع الروبوت من السقوط أو التحطم مهما كان ما يحمله.
صممت الروبوتات الذراعية لعمل نفس الشيء مرارًا وتكرارًا عن طريق التحكم، على سبيل المثال: يمكن للروبوت أن يغلف أوعية غذائية على خط تجميع، ولتعليم الروبوت أداء وظيفته، يرشد المبرمج الذراع إلى الحركات عن طريق المتحكم، فيخزن الروبوت الحركات بتتابعها في ذاكرته ليفعلها مرارًا وتكرارًا في كل مرة يتعامل فيها مع منتج على خط التجميع.
معظم الروبوتات الصناعية تعمل في خطوط تجميع السيارات، يمكن للروبوت عمل أعمال كهذه بكفاءة أكبر من الإنسان حيث الدقة العالية، تثقب دائمًا في نفس المكان وتربط المسامير دائمًا بنفس العزم مهما كان وقت العمل الذي تستهلك فيه، الروبوتات الصناعية مفيدة أيضًا في صناعة الحواسب الآلية حيث الدقة البالغة في تجميع الرقاقات.

الروبوتات المتنقلة

الروبوت الذراعي سهل نسبيًا في التكوين والبرمجة حيث العمل في مساحة محددة، فالأمور تصير أكثر صعوبة عندما يطلق الروبوت للتعامل في مساحات غير محكومة.
العقبة الأولى هي تزويد الروبوت بنظام تنقل فعال، وعندما يسير الروبوت على أرض ممهدة فإن الاختيار الأمثل له هو العجلات، ويمكن استخدام العجلات الكبيرة في الأراضي الوعرة لكن في هذه الحالة يفضل المصممون الروبوتات ذات القدمين عوضًا عن ذلك، حيث أنها أكثر تكيفًا، وتساعد مثل هذه الأنواع من الروبوتات (ذوات القدمين) الباحثين لفهم طبيعة الحركة للبشر، وهذا مفيد في أبحاث علم الأحياء.
عادةً يُستخدم نظام هيدروليكي أو نظام الضغط الهوائي لتحريك الأرجل للأمام أو الخلف عن طريق المكابس، وهناك مكابس مختلفة ملحقة بباقي القطاعات تعمل عمل العضلات المتصلة بالعظام، ومن الصعوبة البالغة جعل كل هذه المكابس تعمل معًا كما ينبغي، كالطفل. عليك أن تكتشف كيف يكون الاندماج الصحيح للتقلصات العضلية كي تمشي مستقيمًا دون أن تسقط، بنفس الطريقة يحاول المصممون أن يكتشفوا الاندماج الصحيح لحركة المكابس المسؤولة عن الحركة وبرمجة هذه المعلومات في حاسوب الروبوت، والكثير من الروبوتات المتنقلة لها نظام توازن يخبر الحاسوب عند الحاجة لتصحيح حركته.
المشي على قدمين يُعد صعبًا بطبيعته ليطبق في الروبوتات وهذا ما دفع المصممين للنظرإلى عالم الحيوان، تحديدًا الحشرات، الحشرات ذوات الستة أرجل لها توازن جيد بشكل استثنائي يمكن له التكيف مع المشي على بقع مختلفة.
بعض الروبوتات المتنقلة يُتحكم بها عن بعد. يخبرها الإنسان بما تفعل وقتما يريد، ويمكن أن يكون التحكم عن بعد من خلال أسلاك متصلة بالروبوت، وأحيانًا باستخدام موجات لاسلكية أو الأشعة تحت الحمراء، ويسمى هذا النوع من الروبوتات أحيانًا الروبوت الدُمية، وهو مفيد جدًا خاصةً في استكشاف الأماكن الخطرة أو الأماكن صعبة الوصول إليها مثل أعماق البحار أو داخل بركان، وهناك بعض الروبوتات نصف مُبرمجة ونصف متحكم بها عن بعد، على سبيل المثال: يمكن للمرء أن يوجه الروبوت للذهاب إلى بقعة معينة لكن لا يتحكم في السبيل الذي سيسلكه لذلك.

الروبوتات المستقلة

روبوتات يمكنها إدراة شؤونها بنفسها دون تحكم خارجي. تعتمد الفكرة الأساسية على برمجة الروبوت للاستجابة للمؤثرات الخارجية، ويعد روبوت  bump-and-go نموذجًا مبسطًا لهذا النوع من الروبوتات، لدى هذا الروبوت مستشعر لكشف العقبات، يرسل هذا المستشعر أزيزه في خط مستقيم وعند الاصطدام بعقبة في طريقة يرجع التأثير إلى المستشعر ويقوم حاسوب الروبوت بإخبار الروبوت حينها بالتراجع ليغير اتجاهه إلى اليمين – على سبيل المثال – وينطلق إلى الأمام ثانيةً، كاستجابة لكل صدمة ترتد إلى المستشعر من العقبات، فإن الروبوت يغير طريقة في أي لحظة ليتفادى العقبات.
تستخدم الروبوتات المتطورة نسخة دقيقة من هذه الفكرة، فقد استحدث المهندسون برامج وأنظمة استشعار جديدة ليكون الروبوت حاد الإدراك وأكثر ذكاءً، واليوم صار بإمكان الروبوتات التكيف مع البيئات المختلفة بمفردها دون تحكم خارجي. الروبوتات المتنقلة من هذا النوع تستخدم عادة الأشعة تحت الحمراء أو الموجات فوق الصوتية، وتعمل هذه المستشعرات تمامًا مثل المستشعرات الحسية لدى بعض الحيوانات كالخفافيش، يرسل الروبوت الإشارات فوق الصوتية أو حزمة الأشعة تحت الحمراء ويتلقى انعكاساتها ليحدد المسافة بينه وبين العقبة اعتمادًا على الوقت المستنفذ لانعكاس هذه الإشارات.
هناك روبوتات أكثر تطورًا يمكنها أن ترى، فقط كاميرتان كفيلتان بتوفير إدراك كبير للروبوت، تعالج الكاميرا الصور ويمكن حينها للروبوت تحديد وتصنيف الأشياء المختلفة، ويمكن أيضًا إضافة ميكروفونات أو مستشعر روائح لهذه الروبوتات لتكون واعية بشكل أكبر بما يحيط بها.
و بعض الروبوتات المستقلة يمكنها فقط العمل في بيئة معينة دون غيرها وفي نطاق محدود، على سبيل المثال: روبوت Lawn-mowing  يعتمد هذا الروبوت على حدود موضوعة سلفًا  تحدد لها النطاق المسموح المشي فيه، أيضًا روبوتات تنظيف المكاتب كذلك، ويضاف لهذه الروبوتات خرائط للمبنى لتقوم بالمهام المحددة بدقة في هذا النطاق.
الكثير من الروبوتات المستقلة المتطورة قادرة على التكيف مع البيئات غير المألوفة، فتعمل على ربط كل بيئة بردود فعل معينة، على سبيل المثال: الروبوت المتجول Rover Robot ، يمكن لهذا الروبوت أن يُكوّن خريطة لبقعة ما اعتمادًا على قدرته على الرؤية، وإذا أظهرت الخريطة أن الطريق وعر ويصعب سلوكه يقرر حينها الروبوت تغيير مساره لطريق آخر، هذا النوع من الأنظمة مفيدٌ جدًا للروبوتات الاستكشافية التي تقوم بعمليات في كواكب أخرى.
النوع الأخير من هذه الروبوتات هو نوع ذو تصميم يعطي نهجًا أقل تنظيمًا، ويمكن القول بأنه عشوائي، عندما يلتصق هذا الروبوت بشيء ما في طريقه، يحرك نفسه في اتجاه آخر ليتجاوزه، هنا من يقوم بهذا العمل هو مستشعرات القوى –متصلة بمشغل الروبوت – بدلًا من الاعتماد على تحكم الحاسوب من خلال برامجه، وهذا النظام يشبه بدرجة كبيرة النملة في محاولاتها تجاوز العقبات، هي ليس لديها القدرة على اتخاذ قرار ما للمضي في اتجاه معين، هي فقط تحاول أن تتجاوز العقبة بأي طريقة حتى يكون لها ذلك.

التكيف

عرفت ثورة الحاسب الآلي بقدرتها الاستثنائية على التكيف مع الاستخامات المتعددة، العتاد الموحد ولغات البرمجة أتاحا لمهندسي الكمبيوتر والمبرمجين تطويع الكمبيوتر لأغراضهم المتنوعة، يمكننا القول بأن مكونات الكمبيوتر في العموم هي نوع من المستلزمات الفنية التي لديها استخدامات غير متناهية.
حتى الآن معظم الروبوتات تشبه إلى حد كبير أجهزة المطبخ، يصنعها المهندسون من الألف إلى الياء لأغراض محددة وفقط، ولا يمكنها التكيف بشكل جذري مع تطبيقات جديدة. لكن الوضع تغير قليلًا مع ظهور شركة تدعى Evolution Robotics  وصارت رائدة في مجال الروبوتات القابلة للتكيف في “الهاردوير والسوفت وير” معًا، تعمل هذه الشركة على صناعة وتطوير روبوتات جاهزة للبرمجة والتكيف مع البيئات المختلفة، تأتي هذه الروبوتات بنظام برامج مفتوحة صمم ليوافق وظائف متعددة وشائعة، على سبيل المثال: يصمم المهندسون الروبوتات جاهزة للبرمجة لتكون قادرة على عدة أشياء منها الاستجابة للأوامر الصوتية وتجاوز العقبات وما شابه، هذه القدرات ليست جديدة على الروبوتات لكن المميز هنا بشأن هذا الروبوت أنه يتيح هذه القدرات مجتمعة لتتكيف مع مختلف الوظائف، أيضًا تأتي مع هذه الروبوتات بعض مكونات العتاد، في الغالب يأتى مع الروبوتات المكونات الآتية: مستشعرات الأشعة تحت الحمراء، محركات، ميكروفون، وكاميرا فيديو، بالإضافة لقطع معدنية من الألومنيوم متعلقة بالهيكل الخارجي وعجلات.
هذا النوع من الروبوتات يسمى Kit، ثمن الروبوت سبعمائة دولار فما فوق (أى ما يوازي خمسة آلاف وثلاثمائة جنيه مصري) هذا يعني أنها ليست برخيصة الثمن، لكنها خطوة مهمة جدًا في مستقبل الروبوتات، فعندما تريد أن تصمم روبوت لينظف منزلك – على سبيل المثال – سيكون كل ما عليك هو كتابة برنامج بسيط لهذا وفقط.

الروبوتات والذكاء الاصطناعي

يمكننا القول بأن الذكاء الاصطناعي هو أكثر مجال إثارة في عالم الروبوتات. يثير هذا المجال الجدل كون الجميع يتفق على أن الروبوت يمكنها العمل على خطوط التجميع وما شابه بكفاءة، لكن لا يوجد إجماع على أن الروبوت يمكنه أن يتمتع بذكاء خاص يشبه ذكاء الإنسان.
الحد الأقصى الذي يمكن أن يصل إليه الذكاء الاصطناعي هو النموذج الإنساني، هذا يعني مضاهاة الإنسان في قدراته الذهنية، يتضمن هذا القدرة على تعلم أي شيء، القدرة على الإدراك، والقدرة على تعلم اللغات وصياغة الأفكار بأصولها، لم يستطع المهندسون الوصول إلى هذا بالتأكيد، لكن هناك تقدم لذكاء اصطناعي محدود جدًا.
بإمكان الحاسوب العادي حل المشكلات والمسائل بدقة متناهية وهذه هي فكرة الذكاء الاصطناعي، غير أن التنفيذ هو الشيء المعقد هنا. يجمع الروبوت المدعم بذكاء اصطناعي الحقائق والمعلومات لموقف ما عن طريق المستشعرات أو المدخلات التي أعطاه إياها المبرمج. يقارن الحاسوب هذه المعلومات بالبيانات التي يخزنها ويقرر دلالتها، وهكذا تعمل كل الحواسب من خلال التنبؤات والإجراءات المتاحة له اعتمادًا على المعلومات التي جمعها سلفًا، لكن هذا لا يعني أنه لديه قدرة معممة على التحليل، ومثالًا على ذلك قدرة الحاسوب على لعب الشطرنج.
بعض الروبوتات الحديثة لديها قدرة محدودة على التعلم. يتعلم الروبوت الإدراك عند القيام بفعل ما (تحريك رجله في اتجاه معين للحظة) بشكل ناجح (متفاديًا العقبات)، يخزن الروبوت هذه المعلومات والمحاولات بنجاحها وإخفاقها ليقوم بالمهمة بشكل صحيح في المرة القادمة. لكن نؤكد مرة أخرى على أن الحواسب الحديثة يمكنها فقط التعامل مع مواقف محدودة جدًا ولا يمكنها التعامل مع كل المواقف كالإنسان. ويوجد بعض المهندسين في اليابان عملوا على تطوير الروبوتات لتتعلم بمحاكاة أفعال الإنسان وقاموا بتعليمها الرقص بالتظاهر أمامها بعمل الحركات الراقصة.
هناك أيضًا بعض الروبوتات التي يمكنها التفاعل اجتماعيًا مثل الروبوت Kismet،و صمم هذا الروبوت في معامل الذكاء الاصطناعي للمعهد التكنولوجي بولاية ماساتشوستس بأمريكا MIT، يقدر هذا الروبوت على فهم لغة جسد الإنسان وانعكاسات الصوت والاستجابة على نحو ملائم، مصممو هذا الروبوت مهتمون بتفاعل الإنسان اعتمادًا على نبرة الصوت والإشارات البصرية، وهذا مستوى تفاعل بسيط جدًا يمكنه أن يكون أساسًا لنظام محاكاة البشر.
Kismet وجميع الروبوتات التي تحاكي البشر في معامل MIT تستخدم نظام تحكم غير تقليدي، وهنا تتحكم الروبوتات في مهمات بسيطة من خلال حواسب بسيطة بدلًا من مباشرة كل شيء بواسطة حاسوب مركزي.
التحدي الحقيقي للذكاء الاصطناعي هو القدرة على فهم الذكاء الطبيعي نفسه وكيف يعمل، فتطوير الذكاء الاصطناعي ليس كعمل قلب صناعي. نعلم أن المخ يحوي البلايين والبلايين من الخلايا العصبية، وأننا نفكر ونتعلم بواسطة توصيلات كهربائية بين هذه الخلايا العصبية، لكن نحن لا نعلم على وجه التحديد كيف تعمل هذه التوصيلات ولو حتى على مستوى العمليات البسيطة جدًا، لهذا تعتبر أبحاث الذكاء الاصطناعي أبحاثًا نظرية إلى حد كبير. فقط يضع العلماء الفرضيات على كيفية التعلم والتفكير ويختبرونها بواسطة الروبوتات.
بهذا يساعد تصميم الروبوتات في فهم العلوم التشريحية للحيوانات والإنسان، ويساعد أيضًا الذكاء الاصطناعي في فهم معرفة كيفية عمل الذكاء الطبيعي، وأحيانا يكون هذا في حد ذاته هو الهدف الأوحد لبعض مصممي الروبوتات.
و يتنبأ بعضهم بأن التطور المتنامي في مجال الروبوتات سيحولنا في النهاية إلى نصف بشر ونص آلات وسيتمكن الناس من تحميل عقولهم على روبوتات قوية ليعيشوا آلاف السنين، هذا مرعب جدًا بقدر ما هو مذهل.
على أي حال، في المستقبل القريب سيكون للروبوتات دور كبير في حياتنا اليومية، وربما في العقود القادمة ستتجاوز عالم الصناعة والعلوم لتقتحم حياتنا بشكل مباشر في كل شيء، بنفس الطريقة التي غزا بها الحاسوب حياتنا في الثمانينيات.
الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

بات مصطلح "الذكاء الاصطناعي" كثير الاستخدام هذه الأيام، لدرجة أن البعض أصبح يتخوف من أنه قد يعني سيطرة الآلات واضمحلال دور البشر، رغم أن الواقع ما يزال بعيدا جدا عن الاقتراب من هذا التصور، فما الذكاء الاصطناعي؟ وما أبرز مظاهره؟ وإلى أين وصل تطوره؟
يعرف الذكاء الاصطناعي بأنه الذكاء الذي تبديه الآلات والبرامج بما يحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة، كما أنه اسم لحقل أكاديمي يعنى بكيفية صنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك ذكي.
ويعرف كبار الباحثين الذكاء الاصطناعي بأنه "دراسة وتصميم أنظمة ذكية تستوعب بيئتها وتتخذ إجراءات تزيد من فرص نجاحها"، في حين يعرفه جون مكارثي -الذي وضع هذا المصطلح سنة 1955- بأنه "علم وهندسة صنع آلات ذكية".
وخلال السنوات الأخيرة، قفز التطور في تقنية الذكاء الاصطناعي قفزات كبيرة، وتعد تقنية "التعلم العميق" أبرز مظاهره، وهي ترتكز على تطوير شبكات عصبية صناعية تحاكي في طريقة عملها أسلوب الدماغ البشري، أي أنها قادرة على التجريب والتعلم وتطوير نفسها ذاتيا دون تدخل الإنسان.
وأثبتت تقنية "التعلم العميق" قدرتها على التعرف على الصور وفهم الكلام والترجمة من لغة إلى أخرى، وغير ذلك من القدرات التي أغرت الشركات الأميركية في وادي السيليكون، وتحديدا فيسبوك وغوغل، على الاستثمار وتكثيف الأبحاث فيها، متجاهلين تحذيرات من أن تطور الذكاء الاصطناعي قد يهدد البشرية.
الفيزيائي هوكينغ من أشهر المحذرين من مخاطر الذكاء الاصطناعي وقدرة الآلات على إعادة تصميم نفسها ذاتيا (رويترز)
مخاوف
ففي ديسمبر/كانون الأول 2014 أشار عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينغ إلى أن تطوير ذكاء اصطناعي كامل قد يمهد لفناء الجنس البشري، محذرا من قدرة الآلات على إعادة تصميم نفسها ذاتيا.
كما أعلن المؤسس والرئيس السابق لشركة مايكروسوفت العام الماضي عن رغبته في بقاء الروبوتات غبية إلى حد ما، وقال "أنا في معسكر من يشعر بالقلق إزاء الذكاء الخارق".
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015 وصف المخترع والمستثمر الأميركي إلون موسك الذكاء الاصطناعي بأنه من أعظم المخاطر التي تهدد الوجود البشري، كما شبه تطوير الآلات الذكية "باستحضار الشيطان".
ويستثمر موسك (مؤسس مشروع صواريخ الفضاء التجارية سبيس إكس، وسيارات تسلا الكهربائية) وغيره ملايين الدولارات في أبحاث لاكتشاف المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي وكيفية التعامل معها.
رغم الشكل البشري الذي تبدو عليه بعض الروبوتات البشرية فإنها ما تزال "غبية" وفقا لمقاييس الذكاء الاصطناعي (رويترز)
تطور بطيء
في المقابل، يرى بعض الخبراء أن تقنيات الذكاء الاصطناعي لن تتسبب في أي مخاطر على الجنس البشري، ومن هؤلاء أستاذ علم الحاسوب بجامعة مونتريال الكندي يوشوا بينغيو، الذي يرى أنه لا ينبغي القلق من التقنيات الذكية، فهي تحتاج لسنوات كثيرة من التطور البطيء والتدريجي قبل أن تصل إلى المدى الذي يخشاه المحللون، لأنها تستند في تطورها إلى علوم وأفكار ما تزال في بداياتها الأولى حاليا.
ويؤكد بينغيو أن الوصول إلى الذكاء الاصطناعي بشكله المنتظر لن يكون مفاجئا، أي ليس كما يشبهه البعض باكتشاف وصفة سحرية خارقة على حد تعبيره، فما زال إنتاج أنظمة الذكاء الاصطناعي المتكاملة بحاجة إلى تطور علوم حالية وابتكار علوم جديدة، أي -بتعبير آخر- لن يخرج أحد العلماء بتقنية ذكية من شأنها تغيير العالم بين ليلة وضحاها، كما في أفلام الخيال العلمي.
حاسوب ألفاغو الذي يستند إلى تقنية التعلم العميق تمكن من هزيمة العالم في لعبة "غو" المعقدة (رويترز)
قفزات مستقبلية
من ناحية أخرى، فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي تتطور بسرعة كبيرة، وتصبح أكثر تعقيدا كل عام، ويرى الباحث المتخصص في مجال الذكاء الاصطناعي لدى شركة غوغل وجامعة تورنتو جيوفري هينتون أن الآلات ستوازي الإنسان ذكاءً خلال خمسة أعوام من الآن. 
ويقف هينتون خلف تطوير برنامج غوغل الذكي "ألفاغو" الذي هزم بطل العالم في لعبة "غو"، لكنه لا يرى أن علينا خشية الذكاء الاصطناعي، لأن أي تقنية جديدة قد تكون مثيرة للخوف في حال أسيء استخدامها، حسب قوله، وأن المسالة تتعلق بكيفية تعاملنا مع التكنولوجيا بشكل لا يجعل منها مؤذية للبشر.
وتعدّ شركتا غوغل وفيسبوك رائدتين في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ فهذه التقنية تساعد غوغل على تطوير خدماتها بشكل كبير، فمثلا -وبفضل هذه التقنية- يمكن لهاتف أندرويد فهم أوامر مستخدمه، والترجمة الفورية للعبارات المكتوبة بلغة أجنبية على اللافتات في الطرقات، كما تسهم التقنية في دعم محرك البحث غوغل، الذي يعدّ أبرز منتجات الشركة.
أما بالنسبة لفيسبوك، فيسمح التعلم العميق للشبكة الاجتماعية بالتعرف على الوجوه في الصور، واختيار المحتوى المناسب وعرضه للمستخدم على صفحة آخر الأخبار، ودعم المساعد الشخصي الرقمي التابع لفيسبوك (إم)، وغير ذلك من الوظائف.
ويرى المدير العام لشركة غوغل سوندار بيشاي أن عصر الهواتف الذكية اقترب من نهايته ليُستبدل بالذكاء الاصطناعي الذي يتيح الوصول الفوري إلى المعلومات الضرورية، كما يرى مؤسس فيسبوك ورئيسها التنفيذيمارك زوربيرغ أن الأجهزة ذات الذكاء الاصطناعي ستستطيع يوما ما أن تتمتع بالحواس الإنسانية مثل الرؤية والشعور أكثر من البشر أنفسهم.
المصدر : الجز
اضرار الروبوتات

اضرار الروبوتات

في الوقت الذي تدخل أجهزة الإنسان الآلي (الروبوت) إلى بيوتنا، قد تسرق أسرارا تتعلق بحياتنا لا نريد أن يعرفها أحد، كما يقول خبيران في مجالي فلسفة التكنولوجيا، وقوانين صناعة أجهزة الروبوت.
في شهر فبراير/ شباط، كانت سيدة من كوريا الجنوبية نائمة على الأرض في غرفتها عندما "التهم" شعرها جهاز المكنسة الآلية، مما اضطرها للاتصال بخدمة الطوارئ.
قد لا يكون ذلك هو المستقبل البائس الذي حذرنا منه ستيفن هاوكنغ، والذي ستتمكن فيه أجهزة الذكاء الصناعي من أن "تسطر نهاية الجنس البشري" كما يرى، لكن ذلك يلقي الضوء على المخاطر غير المتوقعة لدخول أجهزة الروبوت إلى بيوتنا.
هناك أمثلة عديدة على أن تكنولوجيا الذكاء الصناعي أدت إلى وقوع حوادث غير متوقعة، لكن يكون ذلك في الغالب مجرد أخطار بدنية وليس أخطارا تتضمن خداعا أو مراوغة من جانب تلك الأجهزة.
أما البرمجيات الخبيثة، التي صممها مجرمون في الأساس، فهي الآن منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي كل مكان تقريبا على شبكة الإنترنت.
على سبيل المثال، جرى اختراق تطبيق المواعدة الشهير "تيندر" على أجهزة الهواتف المحمولة مرات عديدة من خلال برمجيات خبيثة تظهر على أنها أشخاص حقيقيون، وتحاول أن تخدع المستخدمين لفتح كاميرات هواتفهم أو الإفصاح عن معلومات متعقلة ببطاقات الإئتمان الخاصة بهم.
وبالتالي يمكننا القول إن ذلك ليس من باب المبالغة إذا تخيلنا أن مثل هذه البرمجيات غير الموثوقة يمكن أن تدخل قريبا إلى عالمنا الملموس.
وفي نفس الوقت، هناك أدلة متزايدة توضح أن لدينا ميولا للإفصاح عن أدق أسرارنا وأسوأها أيضا أمام أجهزة الروبوت المجسمة، تلك التي تتخذ شكل إنسان، والتي قد تخفي وراء وجوهها اللطيفة أكوادا أو شفرات تهدف إلى استغلالنا. فكيف إذاً نحمي أنفسنا من مخاطر تلك الأجهزة؟
عندما تجلب أحد أجهزة الروبوت إلى منزلك، عليك أن تحسن إدارة توقعاتك. وربما ساعدتنا أفلام السينما ومواقع التسويق على أن نتوقع تداخلات معقدة مع أجهزتنا الآلية، لكن لا يزال أمامنا طريق طويلة قبل أن تصبح هذه الأجهزة على وعي اجتماعي كامل كما نتخيل نحن.
ومع الأخذ في الاعتبار وجود تلك الفجوة بين التوقعات والحقيقة، من المهم أن نتجنب أن نصبح محل خداع من قبل برامج مثل "ويزرد أوف أوز" التي تقود المستخدمين إلى اعتقاد أن أجهزة الروبوت تعمل بشكل مستقل، لكن في الحقيقة، هناك مشغلون من البشر هم من يتحكمون عن بعد في بعض عملياتها.
إن عدم إدراك من هو المحرك الرئيسي وراء السلوك الصادر عن مثل هذه الأجهزة يمكن أن يمثل مشكلة حقيقية بالفعل، وخاصة في حالات يشعر فيها المستهلكون براحة تامة تجاه جهاز آلي لدرجة تدفعهم للإفصاح عن أدق أسرارهم الحميمية، والتي كانوا سيحجمون عن الكشف عنها لو علموا أن هناك إنسانا حقيقيا يختفي وراء مثل تلك الأجهزة.
هناك على سبيل المثال جهاز آلي يعرف باسم " انفيزبل بوي-فريند " (الصديق الخفي)، والذي من خلاله يمكن عبر اشتراك مالي تدفعه شهريا أن يرسل لك رسائل غرامية نصية وصوتية إلى هاتفك المحمول، تصلك من خلال محب وهمي.
ومع أن الشركة سعت في البداية إلى أن تجعل ذلك الجهاز المزيف يعمل بشكل آلي بالكامل، لم تكن التقنية المستخدمة فيه متطورة بشكل كاف، وبالتالي، أصبح موظفون من البشر يكتبون تلك الرسائل الغرامية.
لكن ليس جميع المستخدمين يفهمون كيفية عمل ذلك النظام، وبفضل الهالة المحيطة بفكرة الذكاء الصناعي، والحالات الموثقة بشأن برمجيات آلية تنجح في خداع الناس ليؤمنوا بأنها بشر حقيقيون، قد يعتقد بعض الناس خطأً أنهم يستقبلون رسائل حوارية تنتجها أجهزة كمبيوتر.
وبالتالي فإن فكرة جلب أجهزة آلية إلى المنزل تبعث لنا رسالة مفادها: في الوقت الذي تصبح فيه أجهزة الروبوت متصلة بالإنترنت بشكل متزايد، وقادرة على الاستجابة للغة البشر الطبيعية، فإنك في حاجة إلى أن تصبح أكثر حذرا بشأن تخمين ماهية ذلك الشخص أو الشيء الذي تتحدث إليه.
نحن نريد أيضا أن نفكر طويلا ومليا بشأن المعلومات التي نختزنها ونتشاركها عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع أجهزة الروبوت التي تستطيع أن تسجل كل حركة نقوم بها.
بعض برامج التسجيل قد تكون صممت بغرض الترفيه، لكن يمكن لمثل هذه البرامج أن تعدل بكل سهولة بغية تحقيق أغراض شريرة. فهناك على سبيل المثال جهاز "نيكسي"، وهو كاميرا ذكية يمكن ارتداؤها، وبوسعها أن تحلق حول معصمك وتلتقط بعض الصور حولك. ولا يحتاج الأمر لكثير من الخيال لكي ترى كيف يمكن لمثل هذه التقنية أن تستغل بشكل سيئ.
غالبية الناس يحفظون أسرارهم في وجود أجهزة التسجيل، لكن ما الذي يمكن أن يحدث عندما نعتاد على وجود جهاز آلي في منزلنا يرد على كل تحية أو نداء تصدر عنا؟ قد نكون عرضة للخطر إذا تخلينا عن تحفظنا وعاملنا تلك الأجهزة الآلية كأحد أفراد العائلة.
إذا كانت التكنولوجيا من حولنا قادرة على تسجيل كلامنا، وصورنا، وحركاتنا، وكذلك تطويرها – ناهيك عن التنصت على أدق أسرارنا- فما الذي يمكن أن يحدث لمثل تلك المعلومات؟ أين ستختزن، ومن سيتمكن من الوصول إليها؟
وإذا جرى يوما الكشف عن سجل تصفحك لشبكة الإنترنت، فيمكن لمثل هذه المعلومات أن تساوى وزنها ذهبا بالنسبة لشركات الدعاية والإعلان.
وإذا أصبحنا معتادين على امتلاك أجهزة روبوت موثوقة ومتشابكة مع تفاصيل حياتنا اليومية، فمن الممكن بسهولة أن تصبح كلماتنا وأفعالنا منشورة على الملأ.
إذاً، ما هي أكثر الطرق آمنا للترحيب بأجهزة الروبوت في بيوتنا، وفي الأماكن العامة، وفي الحياة الاجتماعية؟ ينبغي علينا أن نكون متفائلين بشكل حذر بأن هذه الأجهزة الذكية قد تصبح كالرفقاء المثمرين، مع الاعتراف بأننا نحتاج إلى أن نضع حدودا صارمة للأجهزة الآلية القادرة على الخداع والتلاعب.
قد نحتاج أيضا للتفكير في توسيع مجال عمل مؤسسات حماية المستهلك، أو خلق سياسات جديدة خاصة بالتعامل مع تلك الأجهزة. وتماما مثلما حدث عند ظهور البث الإذاعي ووجود دعوات تطالب بتشكيل هيئة للإذاعة الفيدرالية في الولايات المتحدة، قد تكون هناك حاجة للدعوة أيضا إلى ظهور هيئة مسؤولة عن اندماج الأجهزة الآلية في المجتمع، وخاصة مع ذلك التقدم الذي يحدث في مجال صناعة الأجهزة الآلية.
هناك حاجة لوجود شخص ما يمكنك أن ترجع إليه إذا ارتكب جهازك الآلي جريمة ما، أو سرق بطاقتك الائتمانية، أو حاول أن يلتهم شعرك.
يعمل إيفان سيلنغر أستاذا مشاركا في قسم الفلسفة بمعهد روتشستر للتكنولوجيا، بينما يعمل ودرو هارتزوغ خبيرا في شؤون الخصوصية، والإعلام، وقوانين الأجهزة الآلية، بكلية كومبرلاند للقانون.
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Future.
استخدام الروبوتات

استخدام الروبوتات

من استخدامات الريبوتات :
في الخدمات العسكرية:
الروبوتات العسكرية هي جزء من أغلب الروبوتات عالية التكنولوجيا والمهمة المستخدمة اليوم. فتلك الآلات المتطورة تنقذ الأرواح عبر أداء مهام شديدة الخطورة دون تعريض حياة البشر للخطر، فبعض الروبوتات الشائعة التي يستخدمها الجيش هي روبوتات التخلص من المتفجرات القادرة على فحص طرود متفجرة ومحاصرة مناطق للعثور على الأجهزة التفجيرية يدوية الصنع والألغام وإبطال مفعولها. ويمكنها حتى توجيه الأجسام التي لم تنفجر للفحص والتفجير في الوقت المناسب، كما أن الجيش يمكنه أيضاً استخدام طيارات صغيرة بدون طيار في مهام استطلاعية لرصد تحركات العدو والعثور على المتفجرات المخبأة ومنح القوات الجوية مراقبة واسعة المدى لساحة المعركة.
الخدمه العسكريه
في إنتاج السيارات:
تُستخدم الروبوتات في صناعة السيارات في المساعدة في تجميعها، فتلك الآلات رفيعة المستوى تتمتع بأذرع ميكانيكية بها أدوات، وعجلات، ومجسات تجعلها مثالية لوظائف خط التجميع. ولا توفر الروبوتات المال في تكلفة التصنيع فحسب، بل تؤدي مهام قاسية بوتيرة لا يمكن لأي إنسان أن يقوم بها. كما أن الروبوتات تجعل تصنيع السيارات أكثر أمناً لأنها يمكنها أن تنفذ وظائف خطيرة وصعبة بدلاً من البشر. وتقدر روبوتات صناعة السيارات على أداء مهام على نطاق واسع مثل التركيب والطلاء ولحام المعادن ولا تتقيد بإرهاق أو مخاطر صحية مما يجعلها مفيدة لحد لا يمكن تصديقه وجزء لا بديل له في إنتاج السيارات.
انتاج السيارات
في إكتشاف الفضاء:
واحدة من أهم المناطق المذهلة في علم الروبوتات هو استخدامها في الفضاء، فتلك الآلات المتطورة تمنح رواد الفضاء فرصة اكتشاف الفضاء بأكثر الطرق المحيرة، فالروبوتات الأكثر شيوعاً في استخدامها في الفضاء هي مركبات التحكم عن بعد ونظام المعالجة عن بعد وكلاهما مستخدم بكثرة في مهام الفضاء. فمركبات التحكم عن بعد يمكن أن تكون مركبات فضائية بدون إنسان تدور في مداراتها البحرية أو تهبط حينما تتصل بالفضاء الخارجي وتستكشف الأرض. فكلاهما يحصل على معلومات رائعة ولقطات بصرية لم يكن الإنسان ليستطع الحصول عليها دون مساعدة الروبوتات. وأسلحة نظام المعالجة عن بعد الميكانيكية تساعد أيضاً رواد الفضاء على أداء مهام شديدة الأهمية والصعوبة أثناء مهام الفضاء.
اكتشاف الفضاء
في الجراحة عن بعد و الجراحة محدودة التدخل :
غيرت الجراحة بمساعدة الروبوت حقاً وجه الطب عبر زيادة قدرات الجراحين بطريقة لا يقدر الإنسان عليها، فالروبوتات الجراحية يوجهها الجراح الذي يستخدم وحدة تحكم الكمبيوتر لتحريك الأدوات المرفقة بأذرع الروبوت، فحركات الجراح يترجمها كمبيوتر ثم تُنفذ على المريض بواسطة الروبوت. والروبوتات الجراحية اليوم شديدة التطور لدرجة أنها تمكن الجراحين من إجراء جراحة عن بعد دون التواجد جسدياً بغرفة الجراحة أو حتى في البلد ذاته. وقد حسنت الجراحة بمساعدة الروبوت محدودية الجراحة محدودة التدخل الجراحي كما تمتعت بميزات على الجراحة المفتوحة التقليدية، بما في ذلك دقة أكبر، وجرح أصغر، وألم أقل، وانخفاض في فقد الدم. وتستخدم الروبوتات مثل نظام دافنشي الجراحي في طب النساء والمستقيم والقولون والبروستات وجراحات سرطان الحلق بالإضافة إلى جراحة علاج البدانة والقسطرة وجراحة تغيير الشرايين.
الجراحه عن بعد او محدوده التدخل
في إكتشاف ما تحت الماء:
تستطيه روبوتات ما تحت الماء يمكنها الغوص لمسافة أطول وأعمق من أي إنسان كما تتيح نظرة عن قرب للحياة البحرية. فتلك الآلات المذهلة زودت بمجسات وكاميرات عالية الوضوح وعجلات وتكنولوجيا أخرى لمساعدة العلماء عندما يستكشفون المراسي وقيعان المحيطات والسدود وبطون السفن وغيرها من الأسطح. وأكثر روبوتات ما تحت الأرض معرفة ويستخدم اليوم هي المركبات التي تعمل عن بعد ويتحكم بها أفراد جالسون في مركز القيادة، وهذه المركبات متصلة عن طريق كابلات بالسفن وهي أفضل وسيلة لجمع معلومات وصور للحياة تحت الماء.
اكتشاف ما تحت الماء
في تنظيف الانابيب :
تقوم الروبوتات على نحو أفضل بتنظيف الأنابيب لأنها بالفعل تناسب هذه المساحات الخطرة والضيقة. وتوفر الروبوتات تنظيفاً أكثر فاعلية ودقة من الفرشاة اليدوية، كما أن استخدام الروبوتات أكثر أمناً للأسواق الصناعية والمؤسسية حتى لا يتعرض العمال لمواد كيماوية ضارة أو إنزيمات تأتي من الغبار. وتستخدم روبوتات تنظيف الأنابيب في المستشفيات والمبان الحكومية التي قد تشمل بيئات خطرة وملوثة بالإضافة إلى السفارات والسجون من أجل تنظيف أقصر وقتاً وأكثر أمناً. إن استخدام روبوتات تنظيف الأنابيب يجعل عملية التنظيف أسرع وأكثر أمناً وأرخص وأكثر فاعلية دون الحاجة للإنسان.
تنظيف الانابيب
في مكافحة الجريمة:
تساعد الروبوتات الشرطية في مكافحة الجريمة دون المخاطرة بأرواح ضباط الشرطة، فضباط تنفيذ القانون مجموعة من الروبوتات عالية التكنولوجيا ويتم التحكم فيها عن بعد المزودة بكاميرات أمامية وخلفية وضوء الأشعة تحت الحمراء ومكبر صوت للبحث عن المجرمين والعثور على أماكنهم دون تعريض حياة ضابط شرطة للخطر. والأدوات المتطورة مثل روبوت الروبوتكس مضاد للماء ويقدر على تسلق السلالم ويقلب نفسه ويتمتع بكاميرا تصور بزاوية 360 درجة وأدوات أخرى مثل أندروس إف 6- إي ( F6-A ) تستخدمها هيئات الشرطة في حالات وجود رهائن، وهذا الروبوت الذي يقوم بمهمة ثقيلة قادر على إطلاق رشاش المياه والسلاح بغية القبض على مجرم وحماية أولئك الموجودين في موضع الخطر.
مكافحه الجريمه في اصلاح السيارات
في إصلاح التسربات البترولية:
كما رأينا تسرب النفط من شركة بي بي في عام 2010 فقد لعبت الروبوتات دوراً حاسماً في إصلاح تسرب النفط. فقد استخدمت روبوتات ما تحت الماء لاستكشاف موقع البئر والتفاعل مع مشكلات المعدات، فقد استخدم المهندسون الروبوتات التي تعمل بالتحكم عن بعد والتي تغوص في أعماق بعيدة وتغطس لمدة أطول مما قد يتحمله الإنسان على الإطلاق. والروبوتات التي تعمل بالتحكم عن بعد هي غواصات يتم التحكم فيها عن بعد وتعمل عن طريق بشر يجلسون في مركز التحكم. والروبوتات عالية التكنولوجيا تلك متصلة بسفن من خلال كابلات وتستخدم في جمع لقطات فيديو ومعلومات من مجسات مصنوعة من الألياف البصرية والأمر الذي يساعد المهندسين على فهم أفضل للمشكلات والتدخل عند الضرورة. وهذه الروبوتات التي تعمل بالتحكم عن بعد ذات أذرع هيدروليكية وأدوات قابلة للتبديل مثل المناشير والقواطع التي تستخدم لمهام التدخل، وحتى بعد تغطية البئر استخدمت الروبوتات لعمل دوريات في موقع البئر والتأكد من أن البترول لا يتسرب.
في فحص البيئات الخطرة:
زادت أهمية الروبوتات من أجل التفحص والبحث في البيئات الخطرة، فهذه الروبوتات قادرة على دخول بركان نشط لجمع معلومات أو مبنى مشتعل للبحث عن ضحايا. فالروبوتات مثل روبوت سكاوت ثروابل تستخدمها وكالات تنفيذ القانون وإدارات الحرائق للمساعدة في العثور على معلومات حول البشر العالقين في مبنى ما، وحتى أنها تملك القدرة على الكشف عن قنابل أو متفجرات في المنطقة. وتلك الروبوتات بدون قائد تعمل أيضاً على حماية الأرواح لأنها تحمي البشر من الاضطرار لدخول البيئة الخطرة دون معرفة ما ينتظرهم.
فحص البيئات الخطره

بديع الزمان الجزري

بديع الزمان الجزري


بديع الزمان أَبو العز بن إسماعيل بن الرزاز الجزري الملقب بـ الجزري (1136-1206) عالم مسلم عربي يعتبر من أعظم المهندسين والميكانيكين والمخترعين في التاريخ.

ولد الجزري في منطقة جزيرة ابن عمر التي تقع اليوم في الأقاليم السورية الشمالية على نهر دجلة، ثم عمل كرئيس المهندسين في ديار بكر (آمد) شمال الجزيرة الفراتية. حظي الجزري برعاية حكام ديار بكر من بني أرتق، ودخل في خدمة ملوكهم لمدة خمس وعشرين سنة، وذلك ابتداء من سنة 570هـ/1174م، فأصبح كبير مهندسي الميكانيكا في البلاط. صمم الجزري آلات كثيرة ذات أهمية كبيرة كثير منها لم يكن معروفا في أي مكان في العالم من قبل. من آلاته: آلات رفع الماء وساعات مائية ذات نظام تنبيه ذاتي وصمامات تحويل وأنظمة تحكم ذاتي وكثير غيرها شرحها في مؤلفه الرائع المزود برسومات توضيحية الذي أسماه "الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل".

كان الجزري يجمع بين العلم والعمل والتحريض عليه ويمثل وصفه للآلات وصف مهندس مخترع مبدع عالم بالعلوم النظرية والعلمية، ومن أهم تصاميمه:

    مضخة ذات أسطوانتين متقابلتين، وهي تقابل حاليا المضخات الماصة والكابسة.
    نواعير رفع الماء عن طريق الاستفادة من الطاقة المتوفرة في التيار الجاري في الأنهار.
    مضخة الزنجير والدلاء: هي نوع من آلات السقوط وهذه الآلات تعطي مردودا حركيا بفضل سقوط الماء على المغارف ومثل هذه الآلات تحتاج عادة إلى رفع منسوب الماء عن طريق سدود أو مصادر مائية أخرى.
    صناعة آلات ذاتية الحركة عاملة بالماء وساعات مائية وآلات هيدروليكية ابتكرها علماء مسلمون وطورها الجزري.
    وصف لعدد من الآلات الميكانيكية المختلفة من ضاغطة، ورافعة، وناقلة، ومحركة. كما أنه وصف بالتفصيل تركيب الساعات الدقيقة التي أخذت اسمها من الشكل الخاص الذي يظهر فوقها: ساعة القرد، وساعة الفيل، وساعة الرامي البارع، وساعة الكاتب، وساعة الطبال، إلخ. وتعتبر ساعة الفيل الضخمة أهم اختراعاته ومصدر عزه وفخره.

ويذكر دونالد هيل بأن الجزري صنع ساعات مائية وساعات تتحرك بفتائل القناديل وآلات قياس ونوافير وآلات موسيقية وأخرى لرفع المياه. كما صنع إبريقاً جعل غطاءه على شكل طير يصفر عند استعماله لفترة قصيرة قبل أن ينزل الماء. كما ذكر ألدو مييلي أن الجزري صنع ساعة مائية لها ذراعان تشيران إلى الوقت.
فضله
رسم لـ آلة موسيقية من اختراعات الجزري "الذي كان له شغف في الموسيقى".
صورة من كتاب «الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل».

كان علم الجزري أحد أسس النهضة العلمية في الحضارة العربية الإسلامية التي انتقلت فيما بعد إلى أوروبا. فقد اعترف العالم لين وايت والكثير من علماء الغرب أن الكثير من تصاميم الآلات التي ابتكرها الجزري قد نقلت إلى أوروبا، وأن التروس القطعية ظهرت لأول مرة في مؤلفات الجزري، وأنها لم تظهر في أوروبا إلا بعد الجزري بقرنين في ساعة جيوفاني دوندي الفلكية. كما كان الجزري أول من تحدث عن ذراع الكرنك. كما ابتكر الجزري آلات رفع المياه، واستخدم الكرات المعدنية للإشارة إلى الوقت في الساعات المائية.

تكمن أهمية تصاميم الجزري بأن كافة آلات رفع الماء المعقدة ذات الزنجير والدلاء الموضوعة قبل زمانه كانت تدور بقوة دفع الحيوانات وليس بقوة الماء وهو الذي وضع أساس الاستفادة من الطاقة الكامنة للمياه بشكل عملي.
مؤلفاته

يعدّ كتاب الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل أهم كتب الجزري. وقد كلفه بتصنيفه الملك ناصر الدين محمود بن محمد بن قرا أحد سلاطين بنى أرتق في ديار بكر، أيام الخليفة العباسي أبو العباس أحمد الناصر لدين الله سنة 1181 م. وقد أتم كتابته سنة (1206 م)، أي أن الكتاب كان نتيجة عمل دام خمسا وعشرين سنة من الدراسة والبحث. في هذا العمل قدم الجزري عددا كبيرا من التصاميم والوسائل الميكانيكية، إذ قام بتصنيف الآلات في ست فئات حسب الاستخدام وطريقة الصنع، وكانت هذه أساسا للتصنيفات الأوروبية في عصر النهضة. وفي الكتاب دراساته وأبحاثه في الساعات، والفوارات المائية، والآلات الرافعة للماء والأثقال. ويعد الكتاب "أروع ما كتب في القرون الوسطى عن الآلات الميكانيكية والهيدروليكية". وقد أبهرت اختراعاته المهندسين على مر العصور وكتبه مترجمة إلى عدة لغات.

توجد نسخ من كتاب الجزري في عدد من المتاحف العالمية كالباب العالي في اسطنبول ومتحف الفنون الجميلة في بوسطن ومتحف اللوفر في فرنسا ومكتبة جامعة أوكسفورد. اشتهر الكتاب كثيراً في الغرب، وقام بترجمة بعض فصوله إلى الألمانية كل من فيدمان (بالألمانية: Wiedmann) وهاوسر (بالألمانية: Hawser) في الربع الأول من القرن العشرين. كما ترجمه إلى الإنجليزية دونالد هيل (بالإنجليزية: Hill) المتخصص في تاريخ التكنولوجيا العربية. وقد أصدر معهد التراث العلمي العربي في حلب بسورية، سنة 1979 م النص العربي، بعد أن قام بمراجعته وتحقيقه أحمد يوسف الحسن.
نشأة الروبوتات عبر التاريخ

نشأة الروبوتات عبر التاريخ

نشأة الروبوت عبر التاريخ

 الزمن قطار يسير.. ونحن الواقفون دونه ننظر بحيرةٍ إلى ما يجلبه لنا في عرباتهِ الكثيرة… منتظراً في المحطة… أرى الكثير وأسمع الكثير عن التقدم في مختلف مجالاتنا الحياتية… ليأتي في ذروتها ومقدمتها محور وبحث التكنولوجيا والتقدم العلمي الذي أثار دهشتي واهتمامي لما يحمل بين أمواج بحاره ومحيطاته من تطور وعلم وبحث وأفكار متقدة وخلاقة واختراعات تجاوزت المألوف وخرقت الواقع.. فكل شيء متوقع.. قابل للتصديق. وتداخل الحقيقة بين أبعاده المنطقية.. مر قطار الزمن وكنت أحد الواقفين في المحطة..

سرق بصري شيء ما.. شيء لم يتقبله أفقي الضحل أنا الإنسان العادي… شيء حرك تفكيري الجدلي بعد خموله لعقود… أعاد إحياء الخيال بعدما كان ميتاً.. لعله من أهم ماقد يفكّر به ويصمم ويبرمج ويخترع ….. الانسان الآلي (الروبوت)

ما هو الروبوت ؟

هو آلة قادرة على القيام بأعمال مبرمجة سلفاً، إما بإيعاز وسيطرة مباشرة من الإنسان أو بإيعاز من برامج حاسوبية.

تم استخدام كلمة “روبوت” لأول مرة في عام 1921 من قبل  التشيكي كاريل كابيك في مسرحيته R.U.R. (روبوتات روسوم العالمية). وتشمل المسرحية مصنع يبني الناس الاصطناعيين ليكونوا خدما للبشر.
روبوتات روسوم العالمية
روبوتات روسوم العالمية

لمحة عن الروبوتات عبر التاريخ

كتب العبرانيين القدماء عن شخص مصنوع من الأوساخ والطين يسمى غولم (golem). تم إنشاء غولم للمساعدة في العمل. ويعتقد أن الإله اليوناني القديم هيفايستوس (Hephaestus) كان يبنيه بمساعدة ميكانيكيين من الذهب.

تم الحديث بعدها عن عدد من التجارب في تصنيع الروبوتات، ففي حوالي 400 قبل الميلاد، قام عالم الرياضيات اليوناني أرتشيتاس تارينتوم ببناء طائر ميكانيكي لمحاولة فهم أفضل، لطريقة تحليق الطيور.

وخلال حياة العالم العربي الجزري، حوالي العام 1200 ميلادي، قام بتصميم العديد من الآلات بشرية الشكل متعددة المهام، ولذلك يعد أبو الروبوتات.

آلات الجزري التي تقوم بعزف الموسيقى
آلات الجزري التي تقوم بعزف الموسيقى

وفي عام 1495، نشر ليوناردو دافينشي تصاميم لفارس ميكانيكي.

فارس دافينشي الميكانيكي
فارس دافينشي الميكانيكي

 على مدى 400 سنة القادمة، تم بناء العديد من الألعاب الآلية، إلى حد كبير لترفيه الملوك.

  في عام 1926، كان متروبوليس (Metropolis) الفيلم الأول لتصوير الروبوت على الشاشة.

الفيلم ميتروبوليس
الفيلم ميتروبوليس

وفي عام 1927، ويستنغهاوس بنى الروبوت تيليفوكس

الروبوت تيليفوكس
الروبوت تيليفوكس

الروبوتات خلال القرن العشرين :


في القرن ال 20، اخترع  الكمبيوتر الرقمي وبدأ التفكير في سبل بناء الروبوتات.  أول الروبوتات المبرمجة كانت روبوتات  Unimate

وهو روبوت مستقل ومبرمج مسبقاً يقوم بالاعمال المتكررة.

الروبوت unimate
الروبوت unimate

الروبوت شاكي

الروبوت شاكي
وفي عام 1966، اخترع الروبوت شاكي shakey  في ستانفورد. كان شاكي أول روبوت ذكي ذاتي التصرف حيث يعطى تعليمات عامة، مثل “نقل كتلة على الطاولة”. وهذا ينطوي على النظر في جميع أنحاء الغرفة، وتحديد كتلة وموقع، ومن ثم معرفة كيفية الحصول على كتلة ونقلها إلى الموقع المحدد، بما في ذلك التنقل حول أي عقبات في الغرفة. وفي عام 2004 تم تجسيد شاكي في قاعة كارنجي ميلون Carenegie Mellon’s تكريماً له.
الروبوت شاكي shakey
وبعدها تم العمل على العديد والعديد من الروبوتات التي يمكنكم استكشافها في موقعنا، حيث نستكشف بمزيد من التفصيل أنواع الروبوتات وتوظيفها بشتى مجالات الحياة بما يخدم الانسان واحتياجاته.

الروبوت الاول

الروبوت الاول


كان الأديب التشيكي كارل تشابيك هو أول من استعمل كلمة "روبوت" وكان ذلك في أوائل القرن العشرين، ومن ثم ذاع استخدام هذه الكلمة، وذلك في روايته الشهيرة "رجال روسوم الآلية العالمية" في مدينة براغ سنة 1921، حيث صوّر الإنسالات وكأنها بشر آلية يمكن إنتاجها في المصنع بسرعة وبتكلفة قليلة. وقد اشتقت كلمة "robot" الإنجليزية من الكلمة التشيكية "robota" وتعني أعمال السخرة أو العبودية. بعد سنتين من صدور الرواية تمت ترجمتها إلى اللغة الإنكليزية، وفي شهر أكتوبر من سنة 1922 تم تحويل الرواية إلى عمل مسرحي تم تقديمه على مسرح جاريك في نيويورك وفيه يسافر البروفيسور روسوم إلى جزيرة نائية لغرض دراسة أمواج البحر ويحاول أثناء وجوده على الجزيرة تصنيع مادة حية من مزج مواد كيميائية ويحاول لسنوات خلق هذا الكائن فتفشل محاولاته في خلق كلب وبعد 10 سنوات يتمكن من تصنيع إنسالة بمساعدة ابنه.[76]

ولا يقتصر ظهور الإنسالة على الخيال الأدبي الحديث، ففي عام 1818 صدرت أول رواية عن الإنسان الآلي وهي رواية فرانكنشتاين التي كتبتها ماري شيللي، الزوجة الثانية عشر للشاعر المعروف شيللي، وقد تميزت هذه الرواية بالرعب، وتتلخص بأن عالمًا يدعى فرانكنشتاين استطاع أن يجمع إنساناً حيًا من أجزاء الجثث الآدمية ولكن هذا الإنسان تحول إلى مسخ خاف منه الناس وطردوه وبالتالي ثار على خالقه وأصبح أداة للشر، وقد وضعت ماري شيللي عنوانًا مرعبا لقصتها هو "برميثيوس الحديث" وهي بهذا تقصد أسطورة بروميثيوس اليونانية، والذي خلق الإنسان من الماء والطين ثم نفخت فيه الآلهة أثينا من أنفاس الحياة.

ظهرت العديد من الإنسالات الشبيهة بالبشر في الكثير من الأفلام السينمائية والتلفزيونية عبر السنين، والبعض منها كان ودودًا تلقى الإعجاب من المشاهدين، ففي فيلم الكوكب المحرم (بالإنجليزية: Forbidden Planet) يظهر الإنسالة "روبي الودود"، وفي فيلم حرب النجوم يظهر الثنائي الهزلي r2d2، c3po، وثمة أنواع أخرى ظهرت في صورة شريرة مثل الإنسالة كوج وداليكس المرعب من المسلسل التلفزيوني dr.who وهذه النماذج الأخيرة هي التي أساءت إلى صورة الإنسالة، حتى أن البعض يتخوف من استخدامها في الأعمال اليومية، وبذلك لا يعتمد الناس عليهم تماما في حياتهم. وللتخفيف من هذه المخاوف، اقترح كاتب الخيال العلمي الشهير إسحاق أسيموف أن يبرمج الإنسالة بحيث تلتزم بالمبادئ التالية والتي أطلق عليها "قوانين الإنسالة" (بالإنجليزية: Laws of Robotics).

مشهد من مسرحية "رجال روسوم الآلية العالمية" لكارل تشابيك في عام 1920، حيث تظهر 3 إنسالات.

كاريل كابيك

مقالات

أخبار